الجمعة، 20 نوفمبر 2015

( مَراحِلُ تدْريسِ القِصَّة )

 
لكي يحقق تدريس القصة غايته وأهدافه المذكورة، نرى أن يتبع المعلم
المراحل الثلاث الرئيسة التالية:


أ) مرحلة خلق الحافز:
والاهتمام عند الطلاب بالنسبة للعمل الأدبي، فهـنا نهدف إلى إثارة الطلاب عاطفيًا وإعدادهم للمراحل التالية.
ب) مرحلة الفهم:
وهنا لا نهدف إلى إكساب الطلاب معلومات وحقائق وتفاصيل بالنسبة للعمل الأدبي فقط، بل نرمي إلى أبعد من ذلك،
هنا نهدف إلى أن نتغلغـل من خلال الألفاظ والتفاصيل إلى الوقـوف على عواطف الكاتب وأحاسيسه.
ج) مرحلة التقويم:
وهذه المرحلة تعتمد على المعرفة والفهم. ونهدف هنا إلى المشاركة في الحكم على العمل الأدبي ومراجعة أنفسنا وتغييرها بمساعدة العمل الأدبي المدروس.




أما تطبيق هذه المراحل فيكون كالتالي:


المرحلة الأولى: مرحلة التمهيد وخلق الحافز:


إن المبدأ الأساسي الذي نسير عليه في تدريس النصوص الأدبية هـو أن نتخـذ النص الأدبي محورًا لكـل الدراسات الأدبية (سواء بالنسبة لفهم المقروء، والوقوف على الظواهر الأسلوبية البلاغية،
ربط النص بتاريخ الأدب وبالبيئة،تنمية الذوق الأدبي…الخ)
لذلـك لا نـرى ضرورة الإطـالة والإسـهاب في هذه المرحلة.
بعد الإشارة إلى النص المزمع تعليـمه، يكتب المعلم عنوانه واسم مؤلفه على اللوح، ثم يبدأ الدرس بالتمهيد للقصة، وذلك بذكر بعض التفاصيل عن الكاتب،
وهنا باستطاعة المعلم أن يلجأ إلى إحدى طريقتين:


أ) إما أن يتبع المعلم أسلوب المحاضرة فيلقي على الطلاب (نبذة) عن حياة الكاتب. مع إفسـاح المجال أمـام الطلاب لتسجيل ملاحظاتهم.
ب)وإما أن يبدأ المعلم بالسؤال:
من هو الكاتب؟ وحسب هذه الطريقة يتيح المعلم لبعض الطلاب الإجابة بدون استطراد إن كانوا يعرفون بعض التفاصيل عن حياته وهو – المعلم – يكمل التفاصيل الناقصة. ثم يتوجه المعلم إلى النص مباشرة
وهنا
نقترح ثلاث طرق:
1)إما أن يسأل المعلم الطلاب عن توقعاتهم بالنسبة لفحوى القصة على ضوء عنوانها (قبل قراءتها) وهنـا يعطي المعلم دقيقة أو أكثر للتفكير والتأمل.
2)وإما أن يبدأ المعلم بقراءة القصة بنفسه قراءة نموذجية قصيرة،
إذا كانت القصة قصيرة
(3-4 صفحات) ليدخل الطلاب إلى جو وروح القصة وليخلق عندهم الانطباع الكلي عنها.
في هذه المرحلة يحبذ أن يقرأ المعلم بنفسه إلا إذا كان هناك بعض الطلاب الأقـوياء الذين
يعتمد المعلم على قراءتهـم من حيث جودة القراءة وحسن التمثيل.
3)وإما أن يكون المعلم قد كلف الطلاب قراءة القصة في البيت خاصة إذا كانت طويلة
تتجاوز (5)صفحات، والإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بها.






المرحلةالثانية: مرحلة الفهم والتحليل:
بعد التمهيد للنص، وخلق الانطباع والحافز عندالطلاب بعد القراءة الأولى في الصف أو في البيـت، تبـدأ مرحلة الفهم والتحليل.
وهنا نرى ضرورة إتباع طريقتي المحادثة والتفسير في التدريس للأسباب الآتية:


طريقة المحادثة تمنح الطالب حرية التعبير عن رأيه وتفكيره.
إن طريقة التفسير والاعتماد على النص تعوّد الطلاب على تبني الحقائق المسـتمدة من النص، وإصدار الأحكام الدقيقة المستندة
إلى الحجج الملائمة، والمحادثة لا تستغنـي عنالتفسـير. وقبل بدء مرحلة التحليل والنقاش يمكن للمعلم أن يطرح الأسئلة العامة التالية:
ماذا تقولون عن القصة بعد قراءتها؟
أو: أي الأسئلة أثيرت عندك لدى سماعها؟
وبعد الاستماع إلى بعض الإجابات الشفوية العامة ينتقل المعلم إلى النقاط التالية:





أ. أحداث القصة:


ملاحظة: يستطع المعلم أن يتناول القصة بالتحليل متطرقًا
إلى عناصر أخرى مثل: هيكل القصة (بداية، وسط، ونهاية)
لحظة الكشف ونوع الإشراف وغير ذلك.
يسأل المعلم طلابه أن يقصّوا أحداث القصة.
ويسأل عن رأيهم في الأحداث: بساطتها،واقعيتها، ترابطها… الخ. يشرك المعلم أكثر من طالب في الإجابة.







ب. البيئة والجو:
- ما هو الزمن المستغرق في وقوع أحداث القصة أو (كم من الوقت تستغرق أحداث القصة)؟
-أين حدثت وقائع القصة؟


ج. الأشخاص:

هنا يسأل المعلم (ويجري نقاشا معتمدًا على النص) عن شخصيات القصة:



عدد الشخصيات الواردة في القصة
( يكتب المعلم أسماء الشخصيات على اللوح).
- أي من الشخصيات رئيسة، وأيها ثانوية فرعية؟ - ما هي أوصاف الشخصية الرئيسة؟- الأوصاف النفسية الخلقية.
بعد الاستماع إلى الإجابات المعتمدة على النص دائمًا.


يسأل المعلم :


هل الشخصية الرئيسة واقعية ومقنعة؟- هل هي شخصية نامية متطورة أم ثابتة؟
يحرص المعلم على أن تكون إجابات الطلاب معللة:

بعد الحديث عن الشخصية الرئيسة يمكن أن يدور نقاش قصير عن الشخصيات الثانوية الأخرى، وأحيانا تكون شخصيات القصة بدون أسماء، وهذا بدوره يقود
إلى الأسئلة التالية:
هل عدم ذكر أسماء للشخصيات له غاية ومتعمد؟
- هل تعتبر الشخصيات التي وردت بلا أسماء هي رمزية؟








د. الأسلوب وطريقة العرض:
هنا يسأل المعلم ويدير نقاشًا حول طريقة العرض والأسلوب وخصائصه :
- ما هو أسلوب العرض؟


- هل كان تأثير لهذاالأسلوب على القصة وواقعيتها؟

- ما هي خصائص الأسلوب؟ من حيث الألفاظ، سهولتها أو عدم ذلك، إدخال مفردات عامية ودورها، وإدخال النعوت والأحوال، وأثرها في القصة. ومن حيث الجمل والتراكيب، قصر الجمـل أو طولهـا، وتعقيـدها أو بساطتها، ومن حيث الألوان البلاغية، صور وتشبيهات وغير ذلك.



هل هناك حوار؟ وما هي نسبته؟ وما الغرض منه ؟
- ما هي نسبة السرد؟ ما نسبة الوصف المباشر وغير المباشر؟


اذكر أمثلة .
هل لجأ الكاتب إلى التقريرية والوصف الخارجي، أم حاول التعبير عن الأفكار والعواطف من خلال الصور (الرسم بالكلمات) ومن خلال السلوك
والتصرفات؟ أعط أمثلة.







هـ. العنوان والأفكار والمغزى:


بالنسبة للعنوان يسأل المعلم :


ما الذي أوحى بالعنوان حسب رأيك؟- وهل العنوان ملائم وناجح؟ لماذا؟
- وهل تقترح عناوين أخرى؟ اذكر أسبابا ذلك.

وهنا يقف المعلم على أنواع العناوين – من عناوين شاملة عامة وعناوين جزئية، وعناوين غامضة، وأخرى واضحة، وعناوين ذات دلالة ورمز.


إن العناوين المقترحة للقصة مرتبطة بفهم مضمونها ومغزاها، لذلك يحسن المعلم صنعًا إذا أدار النقاش حول عنوان القصة

وأفكارها ومغزاها كوحدة، فيسأل بعد كل عنوان مقترح عن الأسباب التي دعت إلى اقتراحه.









المرحلة الثالثة: مرحلة التقويم:


وظيفة بيتية:


تعطى عدة أسئلة بعضها إلزامي لجميع الطلاب، وبعضها اختياري، مثل:


*ما رأيك في النص بشكل عام؟ هل أعجبتك أم لا ؟ علل.

* هل ترى أن نهاية القصة ملائمة ومقنعة، أم كنت تقترح نهاية أخرى من عندك؟ ما هي هذه النهاية؟ولماذا؟
* ارسم صورا مستمدة أو مستوحاة من النص.
* اكتب القصة بإيجاز بضمير آخر غير المستعمل في القصة.








(ع) "أنصحك بالتالي :
* التحضير الذهني المسبق بقراءة الدرس وفهمه واستنباط أفكاره وعناصره وجمالياته وحبذا لو لجأت إلى مصادر معرفية أخرى غير الكتاب المدرسي ،
ثم التحضير الكتابي ليساعدك على ترسيخ الدرس فلا تتأتئ أمام الطلاب أو تغفل عن نقطة مهمة ..


*تستطيع تكليف طلابك قبل الدرس بإحضار صور للأديب أو نبذة عنه أو صور مناسبة للنص تحددها لهم أو حول موضوع معين مستعينين بالنت أو المجلات

أو الكتب أو الجرائد وهذا يصلح لمرحلة ما قبل الدرس
*الاستعانة ببطاقات صغيرة تحتوي على أسئلة محفزة ثم توزع تلك البطاقات على المجموعات الصفية
وكل بطاقة أسئلتها مختلفة وهذه تصلح لمرحلة التحفيز
*ثم تكلف كل مجموعة بالتعاون لحل أسئلتها وتحديد وقت لذلك وهذه الطريقة توفر لك الوقت والجهد
*بإمكانك الاستعانة بورقة عمل معدة مسبقا ومصورة توزعها في الوقت المناسب وتحتوي على
عناصر الدرس المزمع تحليله وبعض الأسئلة البنائية والتقويمية واحرص أن تكون الأسئلة موضوعية
كالاختيار من متعدد / إكمال الفراغ / الوصل بين العمودين ..
وهذه الورقة من شأنها تذكيرك أثناء الحصة بأهم النقاط الواجب الوقوف عندها وتضمن لك تسلسل سير الدرس بطريقة مرتبة
وواضحة وميسرة ومشوقة كما أنها توفر الوقت والجهد وتساعد على التنويع في وسائل العرض .. والبعد عن الرتابة وتساهم في ترسيخ ما شرحته في أذهان الطلاب
فمرة يكتبون على السبورة وثانية في الورقة ، كما أن هذه الورقة ستمثل لهم مرجعا للمراجعة والمذاكرة فيما بعد [ تغذية راجعة ] "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق