الأحد، 31 مايو 2015

القراءة التشاركية

القراءة التشاركية
 
1-  مفهومها :
القراءة التشاركية خطة تعليمية منهجية تبدأ بالتشارك في القراءة وتنتهي بالقراءة المستقلة للتلميذ، يقوم المعلم بإعدادها، وتستمد أهدافها من المقرر الرسمي باعتبارها منهاجاً موازياً له، ويتشارك في تنفيذها المعلم ومجموعة التلاميذ.  وتعتمد التكاملَ بين مهارتي التحدث والقراءة، من خلال التركيز على إثارة التحدث عن المحتوى المصور، وتلقي التوقعات المستمرة حول الأحداث ورموز النص المكتوب كما يتصورها التلاميذ، ويلي ذلك قراءة المعلم النصّ وحده تليها مباشرةً قراءةُ التلاميذ النصّ ذاته قراءة جماعية. ويستخدم لتحقيق ذلك نسخة مكبرة من قصة، أو موضوع يناسب هذه الفئة من التلاميذ وبالتالي فهي خبرة تعليمية تجمع بين التلاميذ على اختلاف قدراتهم
ويتطلب تطبيقها مراعاة الأمور الآتية:
أ - الحالة الاجتماعية والنفسية والصحية للتلاميذ )الاستقرار الأسري واللغة الثانية والوضع الصحي(.
ب - المستوى الذي وصل إليه التلاميذ في مهارة القراءة )نطق الحروف وقراءة كلمات )كلمة أم كلمتين( وقراءة جمل )عدد كلمات الجملة( وقراءة فقرة(.
ج - أسس اختيار كتب القراءة التشاركية )عمر القارئ وعدد الصفحات وعدد الكلمات والإخراج الفني وموضوع الكتاب ومضمون الكتاب ونوع الكتاب وصلاحية الكتاب(.
د - طريقة تهيئة الموقف التعليمي )شكل الجلسة وعدد التلاميذ وسعة الغرفة والإضاءة وتوافر الهدوء(.
ه - طريقة التعامل مع الكتاب الكبير) طريقة استعمال صفحاته والبدء والغلق واستخدام المؤشر المناسب(.
2-  المبادئ التي يجب على المعلمةالالتزام بها في أثناء القراءة التشاركية، هي:
1- القراءة التشاركية حق التلاميذ جميعاً.
2- لا توجد إجابات خاطئة وإنما إجابات متعددة.
3-  القراءة التشاركية خبرة تعليمية تعلّمية مشتركة.
4-  التحدث عن الخبرات من حقوق التلميذ والاستماع إلى الآخرين من واجباته.
5- الحرية في إبداء الرأي.
 
3- الإجراءات اللازمة لنجاح درس القراءة التشاركية هي:
-التخطيط لدرس القراءة التشاركية.
والتخطيط هو أساس الإجراءات، ويعوّل عليه في نجاح عملية التدريس بشكل عام، ويتطلب هذا الإجراء القيام بالآتي:
1- تحديد الأهداف التعليمية المتوخاة من درس القراءة التشاركية فيما يتعلق بالمهارات اللغوية المراد تحقيقها باستخدام الكتب الكبيرة.
2-  اختيار الكتب المناسبة، ويفضل أن تكون هذه الكتب قصصية قدر الإمكان؛ لشغف الأطفال في هذه المرحلة بالقصص من جهة، واقتران حكاية القصص لديهم بالمنزل والوالدين من جهة ثانية، والمتعة والخيال من جهة ثالثة. وتختار هذه القصص في ضوء معايير اختيار القصص الأدبية المناسبة لهذه المرحلة العمرية، والأسس النفسية والاجتماعية والثقافية للأطفال التي تتراوح أعمارهم بين السادسة والتاسعة شريطة أن تكون هذه الكتب في صورتها المادية الكبيرة مع توفير نسخ من الحجم العادي للكتاب ؛ للقراءة المستقلة أو الفردية.
3-  تهيئة الموقف الصفي وتعيين المكان الذي سيلتف التلاميذ فيه حول المعلمة في حلقة دائرية الشكل، وقد يكون هذا المكان خارج الصف أو داخله، ويتطلب الأمر توفير جلسة أشبه بجلسة معلم الكتاتيب مع فارق الزمان والمكان وفارق التطبيق، وبذلك تكون المعلمة أكثر قرباً حسياً من تلاميذها. و حين يجلس التلاميذ على الأرض بأريحية ترتفع المعلمة قليلاً باستخدام مقعد، وتضع الكتاب الكبير على مسند يسهل عليها عملية تقليب صفحاته. ويقترح البعض استخدام أشرطة تسجيل صوتية، أو مرئية لتسجيل ما يقوله التلاميذ وما يفعلونه، ثم عرضها عليهم بعد ذلك.
4-  البدء في القراءة التشاركية بسؤال التلاميذ عن الكتب التي يحبون قراءتها، وعن الكتاب الأخير الذي قلبوا صفحاته ورأيهم فيه، وقد تستمر المعلمة البدء بهذا الشكل أو تغييره حسبما ترى في القراءات التشاركية التالية للقراءة الحالية، وحسب المستوى القرائي الذي وصل إليه التلاميذ.
 
4-  أهداف تحضير درس القراءة التشاركية
أولا :ما قبل القراءة
1-  يعدد محتويات صور الغلاف الخارجي للقصة
2-  يتحدث عن صور الغلاف الخارجي  بجمل مفيدة .
3-  يستنتج عنوان القصة من خلال الصور
4-  يقرأ العنوان قراءة صحيحة .
 
ثانيا :اثناء القراءة
1-  يحلل صور القصة
2-  يتوصل الى توقعات صحيحة لأحداث القصة
3-  يقرأ عبارات القصة بصورة صحيحة .
 
 
ثالثا :ما بعد القراءة
1-   يقرأ القصة قراءة مستقلة
2-  يروي أحداث القصة باسلوبه الخاص
3-  يمثل احداث القصة بأسلوب مشوق .
4-  ( الهدف الوجداني من خلال مضمون القصة  )
 
5-  مراحل تنفيذ القراءة التشاركية
يُنفَّذُ درس القراءة التشاركية وفق المراحل الثلاث الآتية:
أ- مرحلة ما قبل القراءة  )تحليل غلاف القصة وقراءة العنوان(
يعدُّ غلاف المقروء )القصة( مجالاً لهذه المرحلة. تبدأ المعلمة القراءة التشاركية بالغلاف محللةً الصورة التي تحتويه ) تحليل التفاصيل المتعلقة بالألوان والأشكال والشخصيات والأوقات منتقلةً إلى الأحداث التي تتضمنها الصورة، ثم إلى عنوان المقروء وبالتالي على المعلمة في هذه المرحلة أن تقوم بالآتي:
1- تحليل غلاف القصة، ومحاولة تسليط الضوء عليه من خلال استخدام قدرة الأطفال على التمييز البصري، والنظرة الكلية أو الجزئية لتفاصيل محتوى الصورة من الأشكال والألوان والأشخاص والأوقات.
2-  تلقي توقعات التلاميذ حول عنوان القصة، والامتناع تماماً عن كبح إجابات التلاميذ، وإنما احترامها حتى لو كانت خطأ، وتصويبها من خلال تكرار الإجابة الصحيحة، ثم قراءة العنوان بصوت عال قراءة مشتركة )يشترك في ذلك التلاميذ جميعاً مع معلمتهم(.
3- إعلان عنوان القصة، ثم قراءته قراءة مشتركة، وبصوت عالٍ عدة مرات. وفي أثناء ذلك تشير المعلمة إلى حروف العنوان باستخدام مؤشر رفيع؛ حتى يتمكن التلاميذ من رؤيته.
 
ب- مرحلة القراءة الفعلية )تحليل صور القصة والنص المكتوب تحتها(
تأخذ هذه المرحلة الحيّز الأكبر من زمن القراءة التشاركية؛ لأنها تعتمد على صفحات القصة جميعها؛ من أول صفحة بعد العنوان حتى آخر صفحة. وعلى المعلمة في هذه المرحلة أن تقوم بالآتي:
1- البدء بتفاصيل الصور من الأشياء والألوان والأوقات......إلخ، ثم التركيز على الأحداث مرتبة ومتسلسلة، والتأكد من استيعاب التلاميذ لها.
2-  تلقي توقعات التلاميذ حول محتوى الصفحات واحدة تلو الأخرى مع استخدام تقنية خاصة في تقليب الصفحات تستثير دافعية التلاميذ لمعرفة المزيد، وتعرف مجريات القصة، ومطابقة توقعاتهم بما يجري للشخصيات فيها من أحداث.
إن أخذ توقعات التلاميذ يتم قبل تصفح الكتاب من الداخل، وفي أثناء مشاهدة الغلاف، وفي أثناء القراءة، وبعد الانتهاء من القراءة. ويساعد كتابة اسم القصة على السبورة وقراءته بصوت عالٍ على تذكر شكل الحروف وتهجِّيها بشكل صحيح.
3- طرح أسئلة مفتوحة لإثارة التحدث، على أن تكون من النوع الذي يحتمل الكثير من إجابات التلاميذ، وتؤدي إلى تفاعلهم جميعا .
4-  إخفاء النصوص المكتوبة في أسفل الصور باستخدام الورق الشفاف اللاصق أو أية أداة تمكن المعلمة من ذلك. وهذا الإخفاء قد يشمل كلمات النص المكتوب، كلها أو بعضها حسب أهداف الدرس. فالتوقعات لا تنحصر في محتوى الصورفقط، وإنما تشمل أيضاً الكلمات المتوقعة، والجمل المكتوبة أسفلها.
5-  الوصول إلى إنتاج التلاميذ الشفوي للجمل قبل قراءة النص المكتوب في أسفل صور القصة.
6-  استثارة خبرات التلاميذ، وتقريب المواقف والأحداث في القصة من واقعهم المعيش، حتى لو كان ما يقولونه خيالاً، مع ضرورة تعزيز محاولاتهم المستمرة، باستخدام أشكال التعزيز المناسبة. ومحاولة المعلمة هذه لا بد أن تستمر حتى نهاية القراءة.
7- الاستمرار في القراءة التشاركية لجميع صفحات القصة التي تتراوح بين 8 صفحات و 16 صفحة، مع التركيز على تعريف التلاميذ اتجاه الكتابة من اليمين إلى اليسار، وتعريفهم أصوات الحروف والتفريق بين الحرف والكلمة بالإشارة إلى حجم الفراغات بينها، وقراءة الكلمات الصعبة وتعرف معناها باستخدام التمثيل بالحركات أو محاكاتها من البيئة المحيطة مباشرة، واستثارة دافعيتهم للحديث حول تجاربهم الشخصية وعلاقتها بأحداث القصة، وتشجيع التوقع لديهم للأحداث والنصوص المكتوبة، والاهتمام بالتكرار للكلمات والجمل المكتوبة، وتعزيز الإجابات باستمرار، وتصويب الخطأ منها بتكرار الصواب.
 
ج- مرحلة ما بعد القراءة ) مراجعة القصة والقيام بالأنشطة التقويمية(
تعتمد هذه المرحلة على المرحلتين السابقتين )مرحلة ما قبل القراءة ومرحلة القراءة الفعلية للقصة(، وعلى مدى نجاحهما في تحقيق أهداف درس القراءة التشاركية المحددة سلفًا. وتكون هذه المرحلة بمثابة مراجعة لما سبقت قراءته، وهذا يقتضي أن تمرَّ بصفحات القصة جميعها، وبالتالي على المعلمة في هذه المرحلة أن تقوم بالآتي:
1-  إتاحة القصة للتلاميذ للقراءة المستقلة باستخدام النسخ العادية )الحجم العادي للكتاب(، والسماح لهم باصطحابها إلى البيت من أجل قراءة تشاركية أخرى مع الوالدين.
2- مراجعة القصة من خلال طرح أسئلة متعلقة بالأحداث تسهم في تكوين الإنتاج الشفوي لما تحتويه الصور من معان وكلمات. على أن يكون حديث التلاميذ حول أحداث القصة أكثر من حديث المعلمة مع ضرورة قراءة النص المكتوب تحت الصور المعبرة عن الأحداث بعد ذلك.
3- تنظيم مجموعة من الأنشطة المصاحبة للقصة بما يتناسب مع قدرات التلاميذ وميولهم. ومن الأنشطة المقترحة تمثيل أدوار شخصيات القصة باستخدام الدمى، وقيام التلاميذ بتمثيل القصة المقروءة في الصف أوخارجه، ورواية القصة في مجموعات أصغر، وتصميم غلاف آخر للقصة، وكتابة قصة بمساعدة المعلمة أو الوالدين، وتصميم كتاب كبير لقصة من القصص التي اختارها التلاميذ بالتعاون مع المعلمة، وكتابة تلخيص لأحداث القصة المقروءة بمساعدة الوالدين، وتنفيذ أنشطة كتابية وقرائية مرتبطة بالمهارات التي تعلمها التلاميذ من خلال القراءة التشاركية.
4-  القراءة المتكررة للقصة أو الكتاب؛ لكي يصبح التلميذ قادراً على استخدام ذاكرته القصصية للمشاركة في القراءة التالية، ورواية القصة للآخرين مستفيداً من القصص السابقة التي شاركه الكبار في قراءتها.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق